حساس الشكمان (حساس الأكسجين)
معظم أصحاب المركبات يسمع بحساس الأكسجين أو حساس الشكمان وأنه السبب في العديد من الأعطال بالسيارة وخاصة الدخان الأسود وظهور لمبة فحص المحرك التشيك أنجن وغيرها من الأعراض، لذلك يلجأ الكثير ومن دون تردد إلى إلغاء حساس الشكمان من المركبة ويعتقد بذلك أنه سيتخلص من كل الأعطال.
وظيفة حساس الأكسجين:
يوجد حساس الأكسجين يوجد في أنبوب عادم السيارة قبل علبة أو دبة البيئة، وهناك سيارات يوجد بها حساس ثاني بعد علبة البيئة في حين يوجد في سيارات أخرى أربعة حساسات للأكسجين.
بعد احتراق خليط الوقود والهواء في المحرك يعمل حساس الأكسجين على قياس نسبة الأكسجين المتبقية في غازات العادم وإرسالها في شكل إشارة فولطية إلى كمبيوتر السيارة لمعرفة كفاءة الاحتراق وما إذا جيد أم لا.
يجب أن تكون كمية الأكسجين غير المحترقة في غازات العادم قليلة وعند مستوى محدد، ولأن الاحتراق الكامل والجيد يتطلب مقابلة 1 جزيء وقود لكل 14.7 جزيء هواء، يجعل من السهولة معرفة ما إذا كان هناك وقود كثير أم قليل في خليط الاحتراق بعد قياس كمية الأكسجين المتبقية في غازات العادم.
بمعنى آخر، إذا كانت نسبة الهواء أكبر من الوقود في غرف الإشعال داخل المحرك فإن هذا سينتج عنه كمية كبيرة من الأكسجين غير المحترق في غازات العادم (وعندها تكون الإشارة الفولطية للحساس منخفضة) يدرك كمبيوتر السيارة أن خليط الاحتراق فقير أي أن كمية الوقود المحقونة في المحرك قليلة فيعمل على إطالة مدة فتح البخاخات لتعويض النقص في الوقود.
بينما العكس من ذلك، إذا كانت نسبة الوقود أكبر من الهواء في غرف الإشعال داخل المحرك فإن هذا سينتج عنه كمية منخفضة أو معدومة من الأكسجين غير المحترق في غازات العادم (وتكون الإشارة الفولطية للحساس مرتفعة) و يدرك كمبيوتر السيارة أن خليط الاحتراق غني أي أن كمية الوقود المحقونة كبيرة فيعمل على تقليل مدة فتح البخاخات.
وبالتالي حساس الأكسجين ومن خلال الإشارة التي يرسلها، فهو يساعد كمبيوتر السيارة على تصحيح وضبط كمية الوقود لتناسب كمية الهواء الداخلة إلى المحرك والتي تحددها ظروف التشغيل المختلفة ومقدار الضغط على دواسة التعجيل في كل لحظة، وكل ذلك من أجل احتراق أفضل و اقتصاد في استهلاك الوقود.
أعراض تلف حساس الأكسجين:
عند تعرض حساس الأكسجين للتلف نتيجة انتهاء عمره التشغيلي أو بسبب تراكم الكربون عليه، تتوقف الفولطية الصادرة منه إلى كمبيوتر السيارة أو أنها تصبح خاطئة بشأن كمية الأكسجين في غازات العادم.
وعليه يصبح كمبيوتر السيارة غير قادر على تحديد كمية الوقود المناسبة، فيعمل مباشرة على زيادة مدة حقن البخاخات كإجراء احتياطي لتفادي أي قصور في أداء المحرك ليناسب جميع ظروف التشغيل بما فيها عند السرعات العالية. ونتيجة لذلك تظهر الأعراض التالية على السيارة:
- إضاءة لمبة المحرك التشيك أنجن:
عند تلف حساس الأكسجين فإنه يتوقف عن إرسال الإشارة الفولطية أو أنها تصبح خاطئة بشأن كمية الأكسجين في غازات العادم، وسيدرك كمبيوتر السيارة ذلك ويعمل على إضاءة لمبة فحص المحرك التشيك أنجن في لوحة العدادات، وهو إجراء عادي يقوم به كمبيوتر السيارة لتنبيه السائق بوجود مشكلة وضرورة الكشف عنها.
عند الفحص بجهاز كشف الأعطال ستكتشف وجود أحد رموز الأعطال التي تشير إلى حساس الأكسجين، مثل: P0130 أو P0131 أو P0132 أو P0133 أو P0134 أو P0135. واذا كان يوجد بالسيارة علبة بيئة ثانية فقد تجد أحد الأعطال التالية أيضا:
P0150 أو P0151 أو P0152 أو P0153 أو P0154.
وهذا الفيديو يقدم القراءة الصحيحة والخاطئة لحساس الأكسجين:
- زيادة واضحة في استهلاك الوقود:
من أهم الأعراض التي تظهر على السيارة عند تلف حساس الأكسجين هو ارتفاع معدل استهلاك الوقود أكثر من المعتاد، لذلك إذا كنت تلاحظ زيادة غير عادية في استهلاك الوقود فقد يكون حساس الأكسجين تالف.
ذات صلة: علاقة حساس الشكمان بزيادة استهلاك البنزين
- خروج دخان أسود من عادم السيارة:
وهو نتيجة ضخ كمية وقود كبيرة طوال الوقت دون مراعاة كمية الهواء الداخلة للمحرك، وهو إجراء يقوم به كمبيوتر السيارة في ضل غياب إشارة من حساس الأكسجين، أو وجود إشارة خاطئة مفادها وجود خليط فقير من الوقود أي وجود كمية كبيرة من الأكسجين غير المحترق في غازات العادم، والتي تجعل كمبيوتر السيارة يزيد في مدة حقن الوقود.
ذات صلة: أسباب الدخان الأسود من عادم السيارة وطريقة حل المشكلة نهائيا
مع العلم أن هذه العلامة قد تكون لأسباب أخرى تتسبب في عدم الاحتراق الكامل لخليط الهواء والوقود مثل ضعف البواجي أو غيرها من الأسباب التي نشير إليها في هذا الفيديو:
- ظهور مشاكل في أداء المحرك:
كذلك من الأعراض التي قد تظهر عند تلف حساس الأكسجين هي ظهور بعض الأعطال المرتبطة بآداء المحرك والتي تظهر على هيئة مشكلات كهربائية مثل:
الخمول الخشن، تراجع في قوة وعزم المحرك، فقدان التسارع المفاجئ مع عدم استجابة لدواسة الوقود، تأخر في التشغيل وتوقف المحرك المفاجئ في بعض الأحيان عند وضع الأيدل، أي لما تكون السيارة متوقفة والمحرك يعمل.
ذات صلة: تعرف على حالة المحرك من حالة البواجي
هل إلغاء حساس الأكسجين صحيح أم خطأ؟
بالنظر للدور الذي يقوم به حساس الأكسجين
ستدرك حتما أهميته في ضبط كمية الوقود التي يجب ضخها في غرف الإشعال بالمحرك لتناسب كمية الهواء الداخلة، وهو بذلك يساعد على الاقتصاد في استهلاك الوقود في جميع حالات التشغيل وعند كل السرعات، وأعتقد أن هذه نقطة مهمة بالنسبة لصاحب المركبة العادية ذات الاستخدام اليومي.
أما ظهور الأعراض السابقة فهي بالطبع ليست بسبب حساس الأكسجين السليم وإنما هي علامات لوجود حساس تالف في حاجة إلى تغيير، وهذا أمر طبيعي إذ أن لكل قطعة في السيارة عمر افتراضي معين، وعادة يستمر الحساس بالعمل لأزيد من 100 ألف كلم رغم تعرضه لظروف تشغيل صعبة جدا نتيجة موقعه في مجمع العادم.
فهو يتأثر بالعديد من العوامل مثل الحرارة العالية والانبعاثات وترسبات الكربون لذلك يقوم البعض بتنظيفه بعد كل فترة رغم أن هذه العملية قد تعطي نتائج بسيطة، لأن الجزء الحساس منه يكون معزول بقطعة حديدية ولا يجب لمسها مباشرة أثناء التنظيف.
أما إلغاء الحساس عن العمل فيتم من خلال إعادة برمجة كمبيوتر السيارة ببرنامج جديد لا يتضمن الحساس، وبالتالي لمبة فحص المحرك بالفعل لن تضيء مرة أخرى لأسباب تتعلق بالتوازن في خليط الاحتراق هواء/وقود، وبالتالي قد تتخلص من ظهور لمبة فحص المحرك والدخان الأسود الكثيف الناتج عن الحساس التالف، لكن في الحقيقة سوف تعاني بشكل دائم من زيادة في استهلاك الوقود، لأنه لا يوجد بعد ذلك من ينظم حقن الوقود.
هذا الفيديو يقدم طريقة فحص حساس الأكسجين:
إقرأ أيضا: أسباب خروج الدخان الأزرق من السيارة
خلاصة:
عادة يتم اللجوء إلى هذا الإجراء نتيجة قلة خبرة من الميكانيكي في إصلاح المشكلة أو رغبة في خلق نشاط اضافي مربح، وفي بعض الحالات نتيجة غياب قطع الغيار المناسبة للسيارة أو ارتفاع أسعارها، أو بعد إلغاءه علبة البيئة أو افراغها.
يعتقد صاحب المركبة وبتشجيع من مركز الصيانة عادة أن إلغاء الحساس سيحقق له وفر مالي كما سيجنبه تكاليف صيانة واستبدال ثاني في المستقبل وأن قوة المحرك وأداءه سيتحسن أكثر، غير انه في الحقيقة سيلاحظ بأن السيارة قد أصبحت أسوء في استهلاك الوقود.
إقرأ أيضا: أسباب صعوبة تشغيل المحرك عندما يكون ساخن
تعليقات
إرسال تعليق